شبكة قدس الإخبارية

هكذا حاول الاحتلال إبادة التعليم في غزة 

٢١٣

 

photo_2024-07-29_13-21-16

فلسطين المحتلة - متابعة شبكة قُدس: عشرة أشهر مرت على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، التي اعتمدت فيها قوات الاحتلال وبشكل ممنهج استهداف المدارس التي لجأ لها عشرات الآلاف من النازحين، عقب تدمير منازلهم بالكامل، وانتهى العام الدراسي بشكل فعلي مع أول أيام الحرب الدامية والمدمرة على قطاع غزة.

يحمل الطلبة في غزة حقائبهم المدرسية دون كتب وبما تبقى من مقتنياتهم الضرورية، استعدادا لنزوح جديد، ومحاولة النجاة بأرواحهم من وسط هول الإبادة، بعد أن تجرعوا مرارة الفقد مرارا لمنازلهم وعائلاتهم.

وحولت الحرب حياة الطلبة من المقاعد الدراسية والكتب إلى البحث عن حطب لإشعال النار للطهي، أو البحث عن الطعام والمياه ومساعدة العائلة، بعدما دفنت قوات الاحتلال كتبهم ومقاعدهم تحت ركام الإبادة. 

اليوم الاثنين، أعلنت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة عن نتائج الثانوية العام في ظل غياب قطاع غزة عن قائمة الطلبة الناجحين والتي دوما ما تفوق طلبتها ضمن أوائل المحافظات، ولأول مرة لن تزور فرحة نتائج الثانوية العامة قطاع غزة.

ونحو 39 ألف طالب في الثانوية العامة، حرمتهم الحرب الإسرائيلية من تقديم امتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة، منهم نحو 5000 شهيد، بحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فالكتب تناثرت تحت الركام أو استخدم ما تبقى منها لإشعال النيران بديلا عن الغاز، بالإضافة تحويل المدارس لمراكز للإيواء، بعد استهداف عدد كبير منها.

كما وارتقى في حرب الإبادة، نحو 400 معلم و105 من العلماء من كوادر الجامعات، في ظل وجود 55 معتقلا من طلبة الثانوية العامة، وترافق ذلك مع تدمير 286 مبنى من أصل 307 أبنية مدرسية، و31 من المباني التابعة للجامعات في غزة بشكل كامل.

ومنذ السابع من تشرين أول لم يتمكن 630 ألفاً من طلبة المدارس و88 ألفاً من طلبة الجامعات في غزة من ممارسة حقهم الطبيعي في الدراسة.

وعلى الرغم من أن صورة ما يحدث فيما يخص العملية التعليمية بغزة، يبدو قاتما لحين انتهاء الحرب، إلا أن الحرب خلقت مبادرات فردية أصر أصحابها على المضي بتعليم الأطفال وطلبة المدارس، وبعض المعلمين والمتطوعين شكلوا صفوفا في مراكز النزوح لتعليم الطلبة، وهذه المبادرات لقيت استجابة كبيرة بسبب رفض الفلسطينيين في غزة خطة إبادة التعليم التي يسعى لها الاحتلال بهدف التجهيل.

ووفقا للقانون الدولي، فإن التدمير المتعمد للمباني المخصصة لأغراض تعليمية ودينية والأثار التاريخية تشكل انتهاكات جسيمة وجرائم حرب.

وقال 19 خبيرا ومقررا أمميا إن التدمير الذي طال المباني التعليمية في غزة، يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يُعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.

وأكد الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك، كما أن الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".